(1)
ساحةٌ لعصافيرِ بغدادْ،
ساحةٌ لجماهيرِ بغدادْ
حلمٌ..
مسرحٌ للعرائس،
صالةٌ للمعارض،
غرفةٌ لجلوس الفراشاتِ بعد انقضاءِ الربيعْ
نقطةٌ لمرورِ القطارِ السريعْ
دارُ نشرِ الكتابِ الذي لايضيعْ
ملتقى الشعراءْ
غابةُ الشهداءْ
مذخرٌ للدواءْ
وسماءٌ.. سماءٌ ..سماءْ
لأطفالنا.
ساحةٌ..وطنٌ ثالثٌ،
بعد هذا العراق الذي لم يعد من زوايا الغيابِ،
وسيدتي الحاضرة.
(2)
ساعةُ الفجرِ تخرجُ- حافيةً - من ينابيعها كلّ يومٍ،
لتبحث عن عشبةِ الموتِ، أو ربتما،عشبةٍ للخلودْ.
عاملُ المخبزِ الأبيضُ الوجهِ والشَعرِ، من كدماتِ الطحينِ،
يسيرُ الى نارهِ كلّ يومٍ،
فتوقفهُ السيطراتُ ورتلُ الجنودْ.
حصانٌ يسيرُ الى حتفهِ
هادئاً،
بعدَ أن أفلتَ اليــــومَ منه اللجامْ.
فيعلو بعيداً، ويوردُ ماءَ السماواتِ منتصراً
في مراعي الرخام.
(3)
بغدادُ أشرعةُ الخليقةِ
حين يمتدُّ النهارُ الفردُ فيها،
ساحةُ التحـــرير واقفةٌ كما كانت تماماً،
ظلّها عسلٌ وكمثرى وفيضٌ من مئات اللافتاتِ
على سياجِ الروحِ.
لكنّ الطريق الى السفرجلِ متعُبٌ،
والماءُ مقطوعٌ
وذاكرةُ العراقيينَ من صدأ وطينْ.
والماردُ المحشورُ في قنديلهِ؟
- يأبى الخروج الى الفضاءِ الصعبِ
يأبى أن يصيرَ مواطناً
ليعيش مثل الآخرين..
ويموت مثل الآخـــرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق