الرئيس السوري بشار الأسد أنحى باللائمة في خطابه الأخير على مؤامرة طائفية تُحاك ضد سوريا وجدت تجلياتها في الحركة الإحتجاجية التي انطلقت في عدد من المدن السورية.
وزير الخارجية الكويتي يصرّح لوسائل الإعلام بأن هناك مؤامرة تحيك ايران خيوطها ضد أمن الكويت وإستقراره، بعد الكشف عن عدد من خلايا التجسس في القوات المسلحة الكويتية.
فيجيب وزير الخارجية الإيراني بأن أحكام الإعدام التي أصدرتها محكمة كويتية ضد أشخاص إتهموا باالتجسس لصالح أيران هي مؤامرة ضد "الجمهورية الأسلامية".
حسني مبارك فعل ذات الشئ، حين كان يلوّح في أيام ثورة يناير الخالدة بأن ثورة شباب ميدان التحرير لم تكن سوى مؤامرة من اعداد واخراج وسيناريو وحوار الإخوان المسلمين وحزب الله وحماس. بعدها تبيّن أن جزءاً كبيراً من شباب ميدان التحرير لم يكونوا متدينين أصلاً.
المشير علي عبد الله صالح أعلنها بالفم الملئان: ما يحدث في البلدان العربية مؤامرة أمريكية تُدار من غرفة في تل أبيب – أو ربما قال القدس!!. ثمّ عاد وأعتذر ولحس الحذاء الأمريكي وأحرق بعض البخور في معبد إلاهه الذي كفر به في لحظة طيش.
رئيس وزراء العراق السيد نوري المالكي قالها علناً في وسائل الإعلام قبل إندلاع مظاهرات الغضب العراقي في 25 شباط بأن المظاهرات التي دعى اليها شباب العراق كانت برعاية حزب البعث الصدامي والقاعدة. هي أذن مؤامرة بعثية-قاعدية؟! والآن نعرف ونرى ونقابل كل جمعة في ساحة التحرير والمدن العراقية الأخرى مواطنين عراقيين عاديين جداً لاعلاقة لهم بالبعث أو بالقاعدة سيئة الصيت، بل خرجوا للمطالبة بحقوقهم المستباحة من قبل قادة عملية سياسية عرجاء وعوراء مصابة بالزهري والسيلان وكل الأمراض المثيرة للشبهة.
أما معمر القذافي (عقيد الزنكة زنكة) فليس له من همِ سوى التصريح بكرة واصيلا بأن الثوار من معارضيه هم بلاشكّ من صنائع القاعدة. مؤامرة بالطبع في ليبيا أيضاً! والثورة الليبية - طبقاً لعميد القادة العرب وملك ملوك أفريقيا – هي مؤامرة طُبخت على نار هادئة في كهوف القاعدة وطالبان.
مايجذب الانتباه بأن ذات الجهات التي كانت تتعامل بالكثير من السخرية مع الكتاب والمثقفين الذين كانوا يحذرون من مؤامرة كبيرة على منطقتنا بدؤوا هم أنفسهم بالحديث إنطلاقاً من نظرية المؤامرة ويظهر أنهم هذه المرّة متمسكون بالنظرية حدّ النخاع.
هل ثمّة تبدل في الأدوار؟
من يتآمر على من؟ ومن هو المتآمر الحقيقي على شعوب المنطقة؟
الأنظمة أم الشعوب أم أمريكا وأخواتها؟؟
نعرف جيداً أن الشعوب لاتتآمر على نفسها. فالمتؤامرون هم إما قادة الأنظمة وأزلامها وخدمها أو ألقوى العظمى وأزلامها وخدمها. ولاتتعبوا أنفسكم في إيجاد الجواب لأن الأنظمة تأتي في المرتين، مرة لوحدها ومرة مع ماما أمريكا وخالة أوربا.
فمن هم المتؤامرون حضرات السيدات والسادة؟
هذا اذا كانت هناك مؤامرة حقاً هذه المرّة.
سعد الشديدي