السبت، يناير 30، 2010

نهار

وكان نهاراً جميلاً،
يحملُ الريحَ أن تكنسَ الرملَ
من عتباتِ العيونِ.
ويمسحُ في لهفةِ الصبيةِ النزقينَ
زجاجَ الخليقةِ.
يفضحُ أسرارَ أوراقِه للشجراتِ الصديقةِ،
يغسلُها، من ذنوبِ السكونِ.

وكان نهاراً جديداً
حملتْ قبلهُ الأرضُ أثقالَها
أخرجتْ، فيهِ، ترابَ الجذورِ وصلصالَها
ورتّبتِ الأرضُ، فوق رفوفِ السنينِ الأنيقةِ،
اسماءَها ثمَّ أفعالها.


وكان نهاراً
يمرّ كما كلّ يومٍ
ولكنه يولدُ الآنَ.. من لحظةِ الآنِ.. في حبة القمحِ ..
يخرجُ، من ظلمةِ الأبديةِ، أو نورِها.
لامراءَ اذن حين يسرعُ نحو الأعالي
مخضبة وجنتاهُ بلونِ الطميّ الجنوبيّ، مندهشاً، هادئاً، لايبالي.
نهارٌ قريبٌ من القلبْ.
جميلٌ ..
يليق بنا..
كلنا.

شهداء الضمير والكلمة الحرّة ضحايا ارهاب الاسلاميين

ديوان وصايا الليل والنهار

  عن دار الحكمة في لندن صدر ديوان وصايا الليل والنهار للشاعر سعد الشديدي