عن دار الحكمة في لندن
صدر ديوان
وصايا الليل والنهار
للشاعر سعد الشديدي
حَنين مُوازٍ
الْحَنِينُ دَوَاءٌ
وَدَاءٌ
يُجَمِّلُ بَعْضَ الحَمَاقَاتِ وَالْهَفَوَاتِ.
الْحَنِينُ
صَلَاةُ المُفَارِقِ فِي حُلْمِهِ
قَبْلَ
الْوِلَادَةِ فِي الْفَجْرِ
وَفِي
اللَّيلِ بَعْدَ الْوَفَاةِ.
سَمَاعُ
نَجَاةَ الصَّغِيرَةِ مِنْ شُرْفَةِ الْجَارِ
وَقَضَاءُ
السِّنِينِ الطَّوِيلَةِ فِي غُرْفَةِ الْانْتظارِ.
الْحَنِينُ
مُحَاوَلَةٌ فِي الْفَرَاغِ لِإِعَادَةِ فَصْلٍ قَدِيمٍ
مِنَ
الْمَسْرَحِيَّةِ دُونَ الْمَسَاسِ بِلَوْنِ السِّتَارِ.
شَرِيطٌ
تَهَرَّأَ مِنْ شِدَّةِ الدَّوَرَانِ
وَمَا
زَالَ يُكَرِّرُ نَفْسَ الْأَسَاطِيرِ عَنْ وَطَنٍ
وَعَلَاقَةِ
حُبٍّ تمُوتُ فَنَأْخُذُهَا لِجَنَاحِ الطَّوَارِئِ
فِي الْقَلْبِ أَوْ فِي
شُقُوقِ الْجِدَارِ.
بَعْقُوبَة
بوّابةُ البيتِ كانت رماديةً.
الآن سوداءَ شاحبةَ
اللونِ،
الرصيفُ ليس
نظيفاً كما كانَ.
والنُهير -
خريسانُ – لا زالَ يجري
الى مستقّرٍ لهُ
في البساتينِ.
لا بأس ...
فالبقايا تقولُ
بأنّ الخطى أصبحتْ أثقلَ من قبلُ،
أنّ الطريقَ الى سُلّم
الدار، أطولُ مما تعوّدتَ
وأنت تهّمُ بأن توقظَ البابَ من نومهِ
وتُعيدُ له
لونَهَ والحياة.
هيهات ...
هيهات.
عن دار الحكمة في لندن صدر ديوان وصايا الليل والنهار للشاعر سعد الشديدي